كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



66- ثم قال جل وعز: {ثم يبعثكم فيه} قال ابن أبي نجيح أي في النهار.
67- ثم قال جل عز {ليقضى أجل مسمى} أي لتستوفوا أجلكم.
68- وقوله جل وعز: {حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا} قال ابراهيم النخعي يعني أعوان ملك الموت يتوفون الارواح ويدفعونها إلى ملك الموت أو يرفعونها كذا في الحديث.
69- ثم قال جل وعز: {وهم لا يفرطون} قال أبو عبيدة لا يتوانون وقال غيره معنى فرطت قدمت العجز.
70- وقوله جل وعز: {قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر} الظلمات هاهنا الشدائد والعرب تقول يوم مظلم إذا كان شديدا فإذا عظمت ذلك قالت يوم ذو كواكب وأنشد سيبوبه:
بني أسد لو تعلمون بلاءنا ** إذا كان يوم ذو كواكب أشنعا

71- ثم قال جل وعز: {تدعونه تضرعا وخفية} أي تظهرون التضرع وهو أشد الفقر إلى الشيء والحاجة إليه {وخفية} أي وتبطنون وسلم مثل ذلك فأمر الله النبي صلى الله عيه وسلم أن يوبخهم إذ كانوا يدعون الله تبارك وتعالى في الشدائد ثم يدعون معه في غير الشدائد الاصنام وهي لا تضر ولا تنفع.
72- وقوله جل وعز: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم} قال عامر بن عبد الله كان ابن عباس يقول أما العذاب {من فوقكم} فأئمة السوء وأما العذاب {من تحت أرجلكم} فخدم السوء.
وقال الضحاك {من فوقكم} من كباركم {أو من تحت أرجلكم} من سفلتكم.
قال أبو العباس {من فوقكم} يعني الرجم {أو من تحت أرجلكم} يعني الخسف.
73- ثم قال جل وعز: {أو يلبسكم شيعا} الشيع الفرق والمعنى شيعا متفرقة مختلفة لا متفقة ولبست خلطت ويبينه قوله جل وعز: {ويذيق بعضكم بأس بعض} قال ابن أبي نجيح عن مجاهد يعني الفتن والاختلاف.
74- وقوله عز وجل: {وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل} هذا من قبل أن يؤمر بالحرب أي لست أحاربكم عنه حتى تؤمنوا أي لست بمنزلة الموكل بكم حتى تؤمنوا.
75- ثم قال جل وعز: {لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون} وهذا تهديد اما بعذاب يوم القيامة واما بالامر بالحرب.
76- وقوله جل وعز: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره} روى شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال هم الذين يستهزئون بكتاب الله نهاه الله أن يجلس معهم الا أن ينسى فإذا ذكر قام قال تعالى: {فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين} وروى ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال هم الذين يقولون في القرآن غير الحق.
77- ثم قال جل وعز: {وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء} قال مجاهد أي لو جلسوا ولكن لا يجلسوا أي لأن الله قد نهاهم.
79- وقوله عز وجل: {وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا} قال قتادة هذا منسوخ نسخه قوله تعالى: {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم}.
80- ثم قال جل وعز: {وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت} قال مجاهد تسلم وقال الكسائي والاخفش أي تجزى.
وقال الفراء أي ترتهن وهذه المعاني متقاربة وقول مجاهد حسن أي تسلم بعملها لا تقدر على التخلص لأنه يقال استبسل فلان للموت أي رأى ما لا يقدر على دفعه وينشد:
وإبسالي بني بغير جرم ** بعوناه ولا بدم مراق

قال أبو جعفر بعوناه أي جنيناه.
80- وقوله جل وعز: {وان تعدل كل عدل لا يؤخذ منها} قال قتادة العدل الفدية وقد بيناه فيما تقدم.
81- وقوله جل وعز: {قل أندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا} قال مجاهد يعني الاوثان.
82- ثم قال جل وعز: {ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله} أي إلى الكفر قال أبو عبيدة يقال لمن رد عن حاجته ولم يظفر بها قد رد على عقبيه وقال أبو العباس محمد بن يزيد معناه يعقب بالشر بعد الخير وأصله من العاقبة والعقبى وهما ما كان تاليا للشئ راجيا أن يتبعه ومنه: {والعاقبة للمتقين} ومنه عقب الرجل ومنه العقوبة لانها تالية للذنب وعنه تكون.
83- وقوله جل وعز: {كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران} معنى استهوته زينت له هواه.
84- ثم قال جل وعز: {له أصحاب بدعونه إلا إلى الهدى ائتنا}.
85- وقوله جل وعز: {وهو الذي خلق السموات والارض بالحق ويوم يقول كن فيكون} والمعنى اتقوا يوم يقول كن فيكون ويجوز أن يكون معطوفا على قوله تعالى: {وهو الذي خلق السموات والارض بالحق} فان قيل ما معنى وخلق يوم يقول كن فيكون فالجواب أن ما أخبر الله جل وعز أنه كائن فهو بمنزلة ما قد كان ويجوز أن يكون المعنى واذكروا وهذا أحسن الاجوبة لأن بعده {وإذ قال ابراهيم}.
وقيل المعنى ويوم يقول كن فيكون للصور وقيل المعنى فيكون ما أراد من موت الخلائق وبعثهم والتمام على هذين الجوابين عند قوله: {فيكون} وقيل المعنى فيكون قوله أي فيكون يأمر به ويكون التمام على هذا {فيكون قوله الحق} قال أبو عبيدة الصور جمع صورة وهذا القول مما رد عليه لأن عبد الله بن مسعود قال الصور قرن وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لم يزل صاحب الصور ملتقمه فيه منذ خلقه الله ينتظر متى يؤمر بالنفخ فيه.
وقال عمرو بن عبيد قرأ عياض {يوم ينفخ في الصور} وهذا يعني به الخلق والله أعلم.
86- وقوله جل وعز: {واذ قال ابراهيم لابيه آزر أتتخذ أصناما آلهة} فقرأ الحسن {آزر} بالرفع وفي حرف أبي يا آزر قال الحسن هو اسم أبيه وذهب الحسن إلى أنه نداء وقال سليمان التيمي معنى آزر يا أعوج وقيل كان لابيه اسمان كان يقال له تارح وآزر وقيل آزر اسم صنم والمعنى على هذا القول أتتخذ آزر أي أتتخذ أصناما.
87- وقوله جل وعز: {وكذلك نري ابراهيم ملكوت السموات والارض} ملكوت في اللغة بمعنى ملك الا أن فيه معنى المبالغة وروى سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال يعني الآيات وروى ابن جريج عن القاسم عن ابراهيم النخعي قال فرجت له السموات السبع فنظر اليهن حتى انتهى إلى العرش وفرجت له الأرضون فنظر اليهن.
88- وقوله جل وعز: {فلما جن عليه الليل} جن عليه وأجنة إذا ستره بظلمته.
89- ثم قال جل وعز: {رأى كوكبا} قال قتادة كنا نحدث أنه الزهرة.
قال السدي هو المشتري.
90- ثم قال جل وعز: {هذا ربي} في هذا أجوبة قال قطرب يجوز أن يكون على الاستفهام وهذا خطأ لأن الاستفهام لا يكون الا بحرف أو يكون في الكلام (أم) وقال بعض أهل النظر انما قال لهم هذا من قبل أن يوحى إليه واستشهد صاحب هذا القول بقوله تعالى: {لئن لم يهدني ربي لاكونن من القوم الضالين} قال أبو اسحاق هذا الجواب عندي خطأ وغلط ممن قاله.
وقد أخبر الله جل وعز عن ابراهيم أنه قال: {واجنبني وبني أن نعبد الاصنام} وقال جل وعز: {بقلب سليم} أي لم يشرك قط قال والجواب عندي أنه قال هذا ربي على قولكم لانهم كانوا يعبدون الاصنام والشمس والقمر ونظير هذا قول الله جل وعز: {أين شركائي} وهو جل وعز لا شريك له والمعنى أين شركائي على قولكم ويجوز أن يكون المعنى فلما جن عليه الليل رأى كوكبا يقولون هذا ربي ثم حذف القول كما قال جل وعز: {والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم} فحذف القول.
91- وقوله جل وعز: {فلما أفل} قال قتادة أي ذهب قال الكسائي يقال أفل النجم أفولا إذا غاب.
92- وقوله جل وعز: {فلما رأى القمر بازغا} يقال بزغ القمر إذا ابتدأ في الطلوع.
93- وقوله جل وعز: {اني وجهت وجهي للذي فطر السموات والارض حنيفا} فطر خلق والحنيف المائل إلى الاسلام كل الميل.
94- وقوله جل وعز: {وحاجه قومه} المعنى وحاجه قومه أي في توحيد الله.
95- وقوله جل وعز: {ولا أخاف ما تشركون به الا أن يشاء ربي شيئا}.
المعنى الا أن يشاء ربي أن يلحقني شيئا بذنب عملته وهذا استثناء ليس من الاول.
96- وقوله جل وعز: {فأي الفريقين أحق بالامن} المعنى المؤمن أحق بالامن أم المشرك.
97- ثم قال جل وعز: {الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم} يجوز أن يكون هذا اخبار عن ابراهيم صلى الله عليه وسلم أنه قاله ويجوز أن يكون مستأنفا من قول الله جل وعز.
وفي بعض الروايات عن مجاهد ما يدل أنه اخبار عن ابراهيم وروي عن مجاهد أنه قال في قول الله جل وعز: {وتلك حجتنا آتيناها ابراهيم على قومه} قال هو قوله: {فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} قال أبو بكر وعلي رضي الله عنهما وسلمان وحذيفة في قوله تعالى: {ولم يلبسوا ايمانهم بظلم} أي بشرك وروى علقمة عن عبد الله بن مسعود لما نزلت {الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم} اشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا أينا لا يظلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس كما تظنون انما هو كما قال لقمان {ان الشرك لظلم عظيم}.
98- وقوله جل وعز: {ومن ذريته داود وسليمان} ويجوز أن يكون المعنى وهدينا داود وسليمان ويكون معطوفا على (كل) ويجوز أن يكون المعنى ووهبنا له داود وسليمان.
100- وقوله جل وعز: {واجتبيناهم} قال مجاهد أخلصناهم وهو عند أهل اللغة بمعنى اخترناهم.
101- وقوله تعالى: {فان يكفر بها هؤلاء} قال مجاهد يعني أهل مكة وقال قتادة يعني قوم محمد عليه السلام.
102- {فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين} قال مجاهد يعني أهل المدينة وقال قتادة يعني النبيين الذين قص الله عز وجل.
وهذا القول أشبه بالمعنى لأنه قال بعد {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده} وحدثني محمد بن ادريس قال حدثنا ابراهيم حدثنا عثمان المؤذن عن عوف عن أبي رجاء في قول الله جل وعز: {فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين} قال هم الملائكة.
103- وقوله جل وعز: {وما قدروا الله حق قدره} قال أبو عبيدة أي ما عرفوا الله حق معرفته هذا قول حسن لأن معنى قدرت الشيء وقدرنه صلى عرفت مقداره ويدل عليه قوله جل وعلا: {إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء} أي لم يعرفوه حق معرفته إذ أنكروا أن يرسل رسولا وقال غير أبي عبيدة المعنى وما عظموا الله حق عظمته ومن هذا لفلان قدر.
والمعنيان متقاربان ويروى أن هذا نزل في بعض اليهود ممن كان يظهر العبادة.
ويتنعم في السر فقيل له ان في الكتاب أن الله لا يحب الحبر السمين فقال: {ما أنزل الله على بشر من شيء}.
104- وقوله جل وعز: {ولتنذر أم القرى ومن حولها} المعنى ولتنذر أهل أم القرى قال قتادة كنا نتحدث أنها مكة لأن الأرض منها دحيت.
وقيل انما سميت أم القرى لانها تقصد من كل قرية.
105- وقوله جل وعز: {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي الي ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله} قال قتادة بلغنا أن هذا أنزل في مسيلمة قال أبو اسحاق وهذا جواب لقولهم: {لو نشاء لقلنا مثل هذا} وروي عن ابن عباس الذي افترى على الله كذبا مسيلمة والذي قال: {سأنزل مثل ما أنزل الله} عبد الله بن سعد بن أبي سرح.
وروى حفص بن عمر عن الحكم بن أبان عن عكرمة أن هذه الآية نزلت في النضر بن الحارث لأنه عارض القرآن فقال: (والطاحنات طحنا والعاجنات عجنا فالخابزات خبزا فاللاقمات لقما).
106- ثم قال جل وعز: {ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت} أي شدائده {والملائكة باسطوا أيديهم} أي باسطوا أيديهم بالعذاب.
107- وقوله جل وعز: {لقد تقطع بينكم} قال مجاهد أي تواصلكم ومن قرأ {بينكم} فالمعنى لقد تقطع الامر بينكم.
108- وقوله جل وعز: {ان الله فالق الحب والنوى} قال مجاهد يعني الشق فيها وقال الضحاك فالق خالق.
109- وقوله جل وعز: {فالق الاصباح} ويقرأ {الاصباح} وقرأ به الحسن وعيسى وهو جمع صبح والاصباح كما تقول الامساء وقرأ النخعي {فلق الاصباح}.
110- ثم قال جل وعز: {وجاعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا} والحسبان والحساب واحد أي ذوي حساب يعني دورانهما وقال ابن عباس في قوله جل وعز: {الشمس والقمر بحسبان} أي بحساب.
111- وقوله جل وعز: {وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع} قال عطاء ومجاهد وقتادة والضحاك وألفاظهم متقاربة فمستقر في الرحم ومستودع في الصلب وقرأ جماعة بالفتح وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قال المستقر الرحم والمستودع الأرض التي تموت بها.
والفتح على معنى ولكم في الارحام مستقر وفي الاصلاب مستودع والكسر بمعنى فمنكم مستقر وقال سعيد بن جبير قال ابن عباس هل تزوجت فقلت لا فقال ان الله جل وعز يستخرج من ظهرك ما استودعه فيه وقرأ ابن عباس وسعيد بن جبير وغيرهما {فمستقر} بالكسر {ومستودع} وقال ابراهيم النخعي المعنى فمستقر في الرحم ومستودع في الصلب وقال الحسن فمستقر في القبر ومستودع في الدنيا يوشك أن يلحق بصاحبه حدثني محمد بن ادريس قال حدثنا ابراهيم بن مرزوق.
قال حدثنا أبو داود عن هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله جل وعز: {فمستقر ومستودع} قال المستقر ما كان في الرحم والمستودع الصلب.